الركبة هي المفصل الأكبر وربما الأكثر تعقيدًا في جسم الإنسان. يمكن لأمراض هذا المفصل أن تعيق الحركة بشكل خطير وكذلك نوعية الحياة. يتكون المفصل من عظم الفخذ، وعظام الساق، وغطاء الركبة، والعضلات والغضاريف. تشمل أمراض المفاصل الشائعة هشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل المؤلم. عادة ما يسبب أي مرض يصيب هذا المفصل الأعراض التالية: الألم، الاحمرار، الالتهاب، الحرارة، التورم، التيبس، عدم القدرة على الحركة أو محدودية الحركة.
يتم علاج معظم هذه الأعراض عادة بالراحة، وتطبيقات الثلج أو الحرارة، والضغط، والرفع، والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، والعلاج الطبيعي، والحقن داخل المفصل، والجراحة. تستمر معظم أمراض مفصل الركبة لفترات طويلة، وتسبب أعراضًا، وربما يكون الألم هو العرض الوحيد الذي يتطلب اهتمامًا فوريًا. سيتم هنا مناقشة التدابير وطرق الوقاية أو علاج آلام مفصل الركبة هذه باستفاضة.
1) يعد المشي أو الجري على أرض ناعمة أو أرض مملوءة بالطين أكثر أمانًا من الأسطح الصلبة مثل الخرسانة، مما قد يؤدي إلى تلف مفاصل الركبة والكاحل على المدى الطويل.
2) تعتبر محاذاة المشية وتصحيحها أمرًا مهمًا لعلاج آلام مفصل الركبة أو الوقاية منها؛ قد تكون هناك حاجة إلى المشورة المهنية لهذا الغرض.
3) يعد تقليل الوزن طريقة مهمة أخرى لتقليل الضغط على مفاصل الركبة المؤلمة. يبلغ الضغط على مفاصل الركبة على الأرض المستوية حوالي 1.5 مرة من وزن الجسم، بينما على السلالم قد يزيد من 2 إلى 3 أضعاف وزن الجسم.
4) ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مهمة في الحفاظ على قوة عضلات المفاصل. تشمل بعض الخيارات الجيدة المشي والسباحة والتمارين الرياضية المائية وركوب الدراجات الثابتة والآلات البيضاوية. قد يساعد التاي تشي أيضًا على تخفيف التيبس وتحسين التوازن.
5) قد تؤدي المفاصل المؤلمة أو غير المستقرة إلى السقوط، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضرر للمفصل المريض بالفعل. يمكن الوقاية من السقوط باستخدام الإضاءة الجيدة، وتركيب المقابض على السلالم وفي الحمامات، واستخدام عصا للدعم، واستخدام سلم أو مقعد قوي عند التسلق. يمكن لجبائر الركبة والأقواس أيضًا تثبيت المفاصل.
6) يستخدم عادة الوضع البارد مثل الثلج خلال أول 48-72 ساعة من إصابة المفصل، وبعد ذلك يمكن استخدام الحرارة. تتراوح مدة العلاج لكليهما عادةً من 15 إلى 20 دقيقة مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، مع الحرص على عدم الإضرار بالجلد.
7) يجب تجنب الأنشطة والتمارين عالية التأثير مثل الجري والقفز والكيك بوكسينغ والطعنات والقرفصاء العميق، التي تضع الكثير من الضغط على الركبتين.
8) يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على خصائص مضادة للالتهابات لأنه يساعد في تقليل التهاب المفاصل وتورمها وأضرارها على المدى الطويل. وتشمل هذه الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من المغذيات النباتية مثل الفيتامينات C وD وE والسيلينيوم، وكذلك أسماك المياه الباردة التي تحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية.
) الوخز بالإبر، أو العلاج بالابر، جنبا إلى جنب في بعض الأحيان مع الكى، يمكن أن يساعد في تخفيف آلام التهاب المفاصل.
10) يجب تجنب التوتر أو تقليله لأنه يمكن أن يزيد من آلام العضلات ويزيد أيضًا من إدراك الألم. يمكن تقليل التوتر بشكل فعال عن طريق التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء والتأمل واليوغا. يمكن للتدليك أيضًا أن يخفف التوتر ويجلب الشعور بالراحة.
11) المكملات الغذائية والأعشاب مثل الزنجبيل والكركمين (من الكركم) والجلوكوزامين وكبريتات الكوندرويتين قد تقلل الألم والالتهاب وتساعد في إعادة بناء أنسجة الغضاريف. وبالمثل، يمكن استخدام أدوية الأيورفيدا لبضعة أشهر لعلاج التورم والألم والتيبس، والمساعدة في إعادة بناء الغضروف وشفاء العظام التالفة. اعتمادا على تشخيص وشدة مرض المفاصل، قد تكون هناك حاجة لعلاج الايورفيدا لمدة 4 إلى 8 أشهر. وينبغي تجنب العلاج الذاتي بأي ثمن.
12) كما ذكرنا سابقًا، التمارين هي الأفضل لتقليل ومنع آلام مفصل الركبة على المدى الطويل، والحفاظ على المفاصل والعضلات المرتبطة بها في حالة بدنية جيدة. وتشمل هذه تمارين الإحماء، وتمديد حبل الكعب، وتمديد عضلات الفخذ الرباعية (الوقوف والاستلقاء)، وتمديد أوتار الركبة، ونصف القرفصاء، وتجعيد أوتار المأبض، ورفع الساق، وتمديدات الساق، ورفع الساق المستقيمة (منبطحة ومستلقية)، وإبعاد الورك وتقريبه، وضغط الساق. تفاصيل وصور هذه التمارين كلها متاحة على الانترنت. يمكن اعتماد هذه التمارين كبرنامج تكييف مشترك يستمر من 4 إلى 6 أسابيع، وبعدها يمكن الاستمرار عليها بتكرار أقل مدى الحياة، على أساس الصيانة.
13) تمارين اليوغا مفيدة جداً أيضاً في الوقاية من آلام مفصل الركبة وتخفيفها. يمكن إجراؤها يوميًا لمدة تتراوح بين 5 إلى 20 دقيقة، اعتمادًا على شدة الحالة. تتضمن هنا قائمة من الوضعيات البسيطة للغاية والتي يمكن لأي شخص تقريبًا القيام بها. وتشمل هذه سانتولاسانا، وناتراجاسانا، وفريكشاسانا، وتريكوناسانا، وفيرابهادراسانا. تتضمن هذه الوضعيات حركة جميع مكونات مفصل الركبة والأطراف السفلية، وتساعد في تحسين تدفق الدم وتقوية العضلات والعظام والغضاريف وتقليل الألم والالتهابات على المدى الطويل.
بهذه الطريقة، يمكن للأشخاص المصابين بألم مفصل الركبة استخدام مجموعة من الأدوية والنظام الغذائي والتمارين الرياضية لعلاج آلامهم على المدى الطويل. التشخيص الدقيق من قبل طبيب مؤهل وذوي خبرة أمر لا بد منه. وبالمثل، من الأفضل الحصول على مساعدة مهنية للتعامل مع حالات المفاصل الحادة والتخطيط للعلاج على المدى الطويل وإدارته من خلال التمارين. ما يصلح لشخص واحد قد لا يصلح لشخص آخر؛ كما أن المراحل المختلفة لأمراض مفصل الركبة قد تتطلب إدارة مختلفة لدى نفس الشخص. ومع ذلك، فمن الحقائق الثابتة أن الالتزام المنتظم ببرنامج تمرين فعال يمكن أن يحافظ بالتأكيد على بنية المفاصل ووظيفتها على المدى الطويل.
Comments